أوصت شركة "إي إي" البريطانية، إحدى أبرز شركات الاتصالات، الأهل بعدم شراء هواتف ذكية للأطفال دون سن 11 عامًا، وذلك كجزء من جهودها لحماية الأطفال في العالم الرقمي. وأشارت الشركة إلى أهمية أن تكون الأجهزة التي يستخدمها الأطفال دون هذا العمر محدودة الإمكانيات، بحيث تتيح فقط إجراء المكالمات وإرسال الرسائل النصية دون الوصول إلى الإنترنت أو الشبكات الاجتماعية.
هذه التوصية جاءت على خلفية بحث أجرته هيئة "أوفكوم" البريطانية، والذي كشف أن حوالي ربع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و7 سنوات يمتلكون هواتف ذكية في المملكة المتحدة. "إي إي" شددت أيضًا على أهمية وضع ضوابط للأهل، بما في ذلك مراقبة الوقت الذي يمضيه الأطفال أمام الشاشة وتفعيل أدوات الرقابة الأبوية حتى سن 16 عامًا.
وترغب "إي إي" في مساعدة الأهل على اتخاذ أفضل الخيارات لأطفالهم في عالم يشهد انتشارًا واسعًا للتكنولوجيا والهواتف الذكية. وفي سياق متصل، يدور نقاش محتدم في المملكة المتحدة حول تنظيم وصول الأطفال والمراهقين إلى هذه التقنيات، وسط مخاوف من تأثيرها على الصحة النفسية للشباب.
هذا النقاش يعكس القلق المتزايد حول كيفية تأثير التكنولوجيا على الطفولة، وهو موضوع تناولته أيضًا كتابات مثل "ذي انكشس جنرايشن" لعالم النفس الأميركي جوناثن هايت، الذي يربط بين انتشار الهواتف الذكية وزيادة معدلات الأمراض النفسية لدى الشباب.
لكن رئيس الوزراء كير ستارمر، وهو أب لمراهقين، استبعد في يوليو/ تموز اللجوء إلى تدبير من هذا النوع. وقال: "لا أعتقد أنها فكرة جيدة"، مقترحًا بدلًا من ذلك توفير "وسائل حماية أفضل". إعادة تشكيل الطفولة وبات لدى جميع التلاميذ تقريباً هواتف محمولة وهم في سنّ 11 أو 12 عامًا، على ما قال وزير الدولة البريطاني لشؤون التعليم داميان هيندز أمام لجنة برلمانية في منتصف مارس/ آذار. وتظهر المخاوف الأبوية نفسها في كتاب عالم النفس الأميركي جوناثن هايت "ذي انكشس جنرايشن"، الذي نُشر حديثًا في المملكة المتحدة، إذ يؤكد هايت أن "التحول الكامل للطفولة الذي حدث بين 2010 و2015" مع ظهور الهواتف الذكية أدى إلى "إعادة تشكيل كبير للطفولة". ويرى أنّ ارتفاع الإصابات بالأمراض النفسية لدى الشباب يرتبط بالهواتف الذكية التي أصبحت منتشرة في كل مكان، ومراقبة البالغين المستمرة لصغار السنّ واختفاء بعض الحرية.