من بينها أناجيل وقطع نقدية.. سلع تباع باسم دونالد ترمب


 دونالد ترمب، الرئيس الأميركي السابق، يعرف بقدرته على تحويل كل فرصة إلى مشروع تجاري. خلال هذا الصيف، بدأ بتوزيع قصاصات من البزة التي ارتداها أثناء مناظرته المتلفزة مع الرئيس جو بايدن في يونيو/ حزيران الماضي، وهي مناظرة كارثية أدت إلى انسحاب بايدن من السباق لصالح كامالا هاريس. هذه القصاصات، التي تُباع بمبلغ 1485 دولارًا، يُروّج لها باعتبارها "جزءًا ملموسًا من التاريخ الرئاسي"، وهي إحدى الطرق التي يعتمدها ترمب لجذب أنصاره وربطهم بشخصه وتاريخه السياسي.

هذا التوجه التجاري ليس جديدًا بالنسبة لترمب، الذي سبق أن عرض العديد من السلع للبيع مثل شرائح اللحم، وأسهم في شركته الإعلامية، وحتى الأناجيل التي يبيعها بقيمة 59,99 دولارًا عبر الإنترنت، رغم ندرته في حضور الكنائس. ترمب يسعى دائمًا لكسب تأييد المسيحيين الإنجيليين من خلال الترويج للأناجيل بالتعاون مع الموسيقي المحافظ لي غرينوود.

إلى جانب ذلك، يعرض ترمب مجموعة متنوعة من المنتجات الأخرى مثل الأحذية التي تذكّر بمحاولة اغتياله المزعومة، وقطع نقدية فضية تحمل صورته، والتي يصفها بأنها "رمز حقيقي للعظمة الأميركية". هذه المنتجات تشكل جزءًا من استراتيجية ترمب لجمع الأموال ودعم حملته الانتخابية بشكل غير مباشر، كما تعكس مهارته في تسويق صورته الشخصية وتحويل أحداثه الخاصة إلى رموز تجارية.

إضافة إلى كل ما سبق، نهج دونالد ترمب في تحويل صورته إلى علامة تجارية يمتد إلى ما هو أبعد من السلع غير المألوفة التي يبيعها. ترمب دائمًا ما يُظهر قدرة على استغلال الأحداث والرموز الوطنية والدينية لتحقيق مكاسب مالية وجذب دعم أنصاره. على سبيل المثال، من خلال بيع الأناجيل وشعارات مثل "علينا أن نجعل أميركا تصلي مجددًا"، يسعى لترسيخ نفسه كشخصية دينية وقومية في أوساط قاعدة جمهورية متدينة.

بيع أجزاء من البزة التي ارتداها أثناء مناظرة تلفزيونية هامة في مسيرته السياسية يعتبر جزءًا من محاولته الدائمة لتحويل حياته الشخصية والسياسية إلى "تجربة" تلمس الجماهير. وهذا يعزز الشعور بالانتماء لدى مؤيديه، حيث يجعلهم يعتقدون أنهم يمتلكون جزءًا من تاريخهم السياسي المفضل.

بالإضافة إلى ذلك، ترويج العملات المعدنية التي تحمل صورته يمكن أن يُفهم على أنه محاولة لتعزيز إرثه السياسي وربطه بمفاهيم القوة والعظمة، خاصة أنه يصف هذه القطع بأنها "رمز حقيقي للعظمة الأميركية"، رغم أنها غير قابلة للتداول الفعلي.

ترمب لا يكتفي فقط بتسويق المنتجات، بل يسعى أيضًا إلى بناء أسطورة شخصية حوله. سواء عبر رمزية الأناجيل، أو القصاصات من بزته، أو العملات المعدنية، يسعى دائمًا إلى تعزيز فكرة أن حياته ومواقفه هي جزء من إرث وطني يجب أن يتم تخليده.

إرسال تعليق

أحدث أقدم