وتكبّدت "بوينغ" بسبب برنامج ابتكار هذه المركبة تكاليف إضافية قدرها 1,6 مليار دولار. وشهد البرنامج انتكاسات عدة، بينها فشل أول رحلة غير مأهولة عام 2019، فيما تأخر إطلاق المهمة المأهولة الأولى لسنوات. لكنّ "ناسا" تصرّ على أن تكون أمامها وسيلة نقل ثانية إلى محطة الفضاء الدولية إلى جانب مركبات "سبايس إكس"، حتى تتمكن من إدارة أي حالات طوارئ قد تواجهها بشكل أفضل. ففي عام 2014، طلبت ناسا من الشركتين تصنيع مركبات جديدة. لكن "سبايس اكس" تفوقت بشكل كبير على "بوينغ"، وبدأت مركباتها ترسل إلى الفضاء منذ أربع سنوات.
تواجه وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" قراراً حساساً بشأن مصير رائدي الفضاء بوتش ويلمور وسوني وليامز اللذين نقلهما إلى محطة الفضاء الدولية مركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة "بوينغ". بعد أن كانت المركبة تعاني من مشاكل في نظام الدفع، من المتوقع أن تُصدر "ناسا" قرارها بحلول نهاية أغسطس/آب الجاري بشأن ما إذا كانت "ستارلاينر" آمنة بما يكفي لإعادة الرائدين إلى الأرض أو إذا كان من الأفضل أن ينتظرا عدة أشهر للعودة بواسطة مركبة "سبايس إكس".
كان من المخطط في البداية أن يعود الرائدان بعد ثمانية أيام، لكن المشاكل التقنية التي ظهرت خلال الرحلة، بما في ذلك تسربات الهيليوم وفشل محركات رئيسية، دفعت "ناسا" إلى إعادة النظر في سلامة المركبة. وإذا قررت "ناسا" أن المركبة غير آمنة، فستعود "ستارلاينر" فارغة، وسيعود الرائدان مع مهمة "سبايس إكس" "كرو-9" في فبراير/شباط المقبل.
هذه التطورات تمثل ضربة لشركة "بوينغ"، التي تعرضت لانتكاسات عدة في تطوير "ستارلاينر" وتكبدت تكاليف إضافية بلغت 1.6 مليار دولار. من ناحية أخرى، تستمر "ناسا" في التأكيد على أهمية وجود وسيلة نقل ثانية إلى محطة الفضاء الدولية بجانب "سبايس إكس" لضمان إدارة فعّالة لأي طوارئ مستقبلية.