الديوانيّة الكويتيّة، تاريخ وحاضر ومستقبل

 الديوانيّة الكويتيّة هي أحد معالم التراث الوطني الذي انتقل مع الأسر المهاجرة من شبه الجزيرة العربيّة ووجده أهل الكويت مناسباً لعقد الاجتماعات الّتي كانت تناقش أمور التجارة برّاً وبحراً. واليوم أصبحت الديوانيّة أحد الأساسيات في البيت الكويتي وإن اختلف الشّكل، ولكن بقي المضمون على ما هو عليه من اللقاءات وتبادل الآراء والنّقاش في العديد من الأمور.

 


أصل كلمة الديوانية

الديوانيّة أو الديوان هي كلمة عربيّة ذات أصل فارسي وتعني التدوين أو الكتابة في السجلّات والصحف والجمع منها هو "دواوين". ومع الوقت أصبح اسم الديوان يطلق على المكان الذي ينظر فيه الحكّام والمسئولين في شئون الدولة والمواطنين. وقد كان أوّل من أنشأ الدواوين هو "عمر بن الخطّاب" رضي الله عنه.

وتحوّلت الدواوين إلى مجالس داخل البيوت يستضيف فيها صاحب البيت خاصّة الرّجال يحتسون فيها القهوة ويتسامرون فيما بينهم بأحاديث في مختلف الشئون. 

وإن اختفت الديوانيّات في أغلب مناطق شبه الجزيرة العربية، إلّا أنّها ما تزال تكتسب أهميّة ومكانه خاصّة لدى التراث الكويتي ويحافظ عليها أصحاب المنازل حتّى وقتنا هذا.

ديوانيات الكويت

في الغالب توجد الديوانيات الكويتيّة في منازل الأسر الكبيرة وأسر الموسرين بحيث يتصدّر المجلس في الديوانيّة صاحب البيت أو كبير الأسرة بينما يجلس على جانبية باقي الحضور لتجاذب أطراف الحديث في موضوعات في الغالب يطرحها صاحب الديوانيّة وتسير في الاتّجاه الّذي يحدده.

وعلى الرّغم من احتفاظ الديوانيّة باسمها الأصلي في الكويت إلّا أن تصميمها المعماري اختلف نتيجة للتطور والنهضة العمرانيّة الحديثة الّتي شملت البلاد. فانتقلت الديوانيّة إلى أن تكون أوسع وفي بعض البيوت يكون هناك مبنى مستقلّ للديوانيّة.

 


لقد أصبحت الديوانيّة الكويتيّة مثار تنافس فيما بين العائلات من حيث التنشيط والتجهيزات من جهة، ومن جهة أخرى من حيث الشخصيّات التي تتواجد في الديوانيّة.

ويمكن القول أنّ الديوانيّة أصبحت مؤشّراً لا يُستهان به من حيث قياس الرأي العام والتأثير فيه وصناعة القرار في مجالات عديدة.

وبالطبع يختلف هذا التأثير وفقاً لمستوى النّقاش والأطروحات وأساليبها ومقدار المستوى الثقافي للحضور.

وعلى الرّغم من تنوّع وتقلب موضوعات النّقاش في الديوانيّات الكويتيّة حسب الأحداث الرّاهنة والاهتمامات الّتي تأتي على رأس أولويات الحاضرين إلّا أنها تنقسم إلى مجالات رئيسيّة وهي:

- ديوانيّات الاقتصاد والتّجارة.

- الديوانيّات السياسية.

- ديوانيات الفكر والثقافة.

- الديوانيّات المؤيّدة للحكومة.

- الديوانيّات التخصّصية الحرفيّة.

- ديوانيّات التراث والرّعيل الأوّل.

- الديوانيّات الترفيهيّة.

ديوان "سعد التميمي"

يقع مقرّ ديوان سعد التميمي في حيّ السّلام قطعة 7 بشارع على النقي فيلا 30. وصاحبه هو رجل الأعمال والناشط المجتمعي "سعد التميمي" والّذي يحرص دائماً على إحياء الديوان باستضافة الشخصيات البارزة في شتّى المجالات السياسيّة منها والاجتماعيّة والفنيّة والرياضيّة، حيث دائماً ما يطرح الموضوعات الّتي من شأنها الارتقاء بشتّى مجالات المجتمع الكويتي.

كما يحرص الأستاذ "سعد التميمي" على إقامة الديوان الخاص به في موعد ثابت وهو الثلاثاء من كلّ أسبوع بعد صلاة العشاء بهدف تنشيط الديوان وتثبيته في وجدان الحاضرين وجعله موعداً ثابتاً تعمّ فيه الفائدة على كلّ الراغبين في حضور الديوان.

 


كما ينظّم الأستاذ "سعد التميمي" من خلال ديوانه العديد من الفعاليات والندوات الخاصة بأبرز الموضوعات المفتوحة للنقاش داخل المجتمع. بالإضافة إلى إحياء المناسبات الخاصة الوطنيّة والدينيّة وأبرزها "الغبقة الرمضانية" الّتي تشهد حضور شخصيات عديدة بارزة من داخل وخارج الكويت للاحتفال بشهر رمضان الكريم وإحياء لياليه العطرة وتعزيز أواصر الودّ والمحبّة بين الأهل والأصدقاء من أبناء الوطن ومن خارجه.


إرسال تعليق

أحدث أقدم